ثم قال وصية لنا ﴿وَ ذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمٰائِهِ﴾ أي يميلون في أسمائه إلى ما ليس بحسن و إن كان في المعنى من أسمائه لكن منع أن يطلق عليه لما ناط به عرفا أو شرعا بأنه ليس بحسن و هنا قال ﴿سَيِّئَةٌ مِثْلُهٰا﴾ [الشورى:40] فالسيئة الأولى سيئة شرعية صاحبها مأثوم عند اللّٰه و السيئة الثانية الجزائية ليست بسيئة شرعا و إنما هي سيئة من حيث إنها تسوء المجازي بها كالقصاص فيما لك أن تعفو عنه بهذا الشرط فلما رأى أهل اللّٰه أنه تعالى أطلق على ذلك اسم سيئة و قال ﴿مِثْلُهٰا﴾ [البقرة:106] و من اتصف بشيء من ذلك فيقال فيه إنه مسيء على حد ما سمي تلك سيئة سواء فأنف أهل اللّٰه أن يكونوا محلا للسوء فاختاروا العفو على الجزاء بالمثل نفاسة و تقديس نفس عن اسم لم يطلقه اللّٰه على نفسه كما أطلق الحسن و نبه على الزهد و الترك للاخذ عليها بقوله ﴿وَ جَزٰاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ﴾ [الشورى:40]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية