فالحق عين العبد ليس سواه *** و الحق غير العبد لست تراه
فانظر إليه به على مجموعه *** لا تفردنه فتستبيح حماه
هذا هو الحق الصريح فأخلصوا *** لله منك عبادة تلقاه
أي تلقاه تلك العبادة و إن شئت قلت لله منه عبادة تلقاه فإنك ما أخذتها إلا به فمنه تخلصها له و أنت محل الظهور فالصورة لك و العين هويته كما قررنا في غير موضع أن الصور المعبر عنها بالعالم إحكام أعيان الممكنات في وجود الحق و لهذا يقال إن العالم ما استفاد الوجود إلا من الحق و هو الحدوث و هذا القدر كاف في تخليص العبادة لله فيكون الحق العابد من وجه المعبود من وجه بنسبتين مختلفتين ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الرابع و خمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله
﴿قُلِ اللّٰهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ﴾ [الأنعام:91]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية