و لا سامع غير الذي كان قائلا *** فمندرج في الجهر منه اكتتامه
فتستره ألفاظنا بحروفها *** فما فيه من ضوء فذاك ظلامه
فما ظنكم بالنور منه إذا بدا *** و قد ملأ الجو الفسيح غمامه
لأنه القائل ﴿أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّٰهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمٰامِ﴾ [البقرة:210] و لما كان الأمر على ما ذكرناه في نفسه طلب منا أن نخلص العبادة له لأن بالعبادة نكون عبيدا و ما نكون عبيدا إلا بهويته فنخلص العبودية و تخليصها أن نقول له أنت هو بأنانيتك و أنت هو في أنانيتي فما ثم إلا أنت فأنت المسمى ربا و عبدا إن لم يكن الأمر كذا فما أخلصنا له عبادة فما طلب الإخلاص فيها إلا من المجموع و لا يصح لها وجود و لا نسبة إلا بالمجموع لأنه بالانفراد غني عن العالمين و بالمجموع قال ﴿أَقْرِضُوا اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً﴾ [الحديد:18] فقيده بالإحسان و فسر لنا ما هو الإحسان و ما فسره إلا بشهود المحدود المنصوب في القبلة فمعرفة اللّٰه بلسان الشارع المترجم عن اللّٰه غير معرفته بالنظر العقلي فللمعرفة بالله طريقان و أعني العلم بالله منا و إن شئت قلت ثلاث طرق الطريق الواحد علمنا به تعالى من حيث نظرنا الفكري و علمنا به من حيث خطابه الشرعي و علمنا به من حيث المجموع و أنا نعلم أنا لا نعلمه كما يعلم نفسه فهذا حصر المعرفة الحادثة بالله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية