﴿مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ﴾ [الأعراف:172] و ما كان إلا التصديق بالوجود و الملك لا بالتوحيد و إن كان فيه توحيد فغايته توحيد الملك فجاء قوله تعالى ﴿وَ مٰا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّٰهِ إِلاّٰ وَ هُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف:106] لما خرجوا إلى الدنيا لأن الفطرة إنما كانت إيمانهم بوجود الحق و الملك لا بالتوحيد فلما عدم التوحيد من الفطرة ظهر الشرك في الأكثر ممن يزعم أنه موحد و ما أدى من أداه إلى ذلك إلا التكليف فإنه لما كلفهم تحقق أكثرهم إن اللّٰه ما كلفهم إلا و قد علم إن لهم اقتدارا نفسيا على إيجاد ما كلفهم به من الأفعال فلم يخلص لهم توحيد فلو علموا من ذلك أن اللّٰه ما كلفهم إلا لما فيهم من الدعوى في نسبة الأفعال إليهم التي نسبوها إلى أنفسهم ليتجردوا عنها بالله لا بنفوسهم كما فعل أهل الشهود فإذا ألزم الذاكر نفسه هذا الذكر نتج له إقامة العذر عند اللّٰه لعباد اللّٰه فيما أشركوا فيه عند إيمانهم فإن اللّٰه أثبت لهم الايمان بالله و هو خير كثير و عناية عظيمة إذا نظروا إلى من قال فيهم تبارك و تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية