و نزهة الأبصار فيما بدا *** في العالم العلوي بين الفرج
فكل ما للعين من ظاهر *** عنه إذا حققته ما خرج
جمع لهذا القطب بين القوتين القوة العلمية و القوة العملية فهو صنع لا يفوته صنعه بالفطرة و له في كل علم ذوق إلهي من العلوم المنطقية و الرياضية و الطبيعية و الإلهية و كل أصناف هذه العلوم عنده علوم إلهية ما أخذها إلا عن اللّٰه و ما رآها سوى الحق و لا رأى لها دلالة على الحق فكل علم أو مسألة من ذلك العلم له آية و دلالة على اللّٰه لا يعرف لها دلالة على غيرها لاستغراقه في اللّٰه لأنه مجذوب مراد لم يكن له تعمل فيما هو فيه بل وجد فيه أنه هو ثم فتح عينيه فرأى كل شيء رؤية إحاطة بما رأى فالزيادة التي يستفيدها إنما هي في تفصيل ما رأى دائما أبدا لأنه كل مرئي في الوجود فإنه يتنوع دائما فلا تزال الإفادة دائما و كل استفادة زيادة علم لم يكن عنده في معلوم لم يزل عالما به مشهودا له فهذا قد ذكرنا من أحوال الاثني عشر قطبا ما يسر اللّٰه ذكره على لساني ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية