﴿لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [القصص:70]
[أنه لا مخلص من المقامات إلا وارث محمد ﷺ الذي آتاه اللّٰه جوامع الكلم]
فاعلم أنه لا يخلص من المقامات إلا وارث محمد ﷺ الذي آتاه اللّٰه جوامع الكلم و علم الأسماء كلها و علم الأولين و الآخرين فكل الصيد في جوف الفرا فما ثم عمن نتميز فإن العالم كله في وارث محمد ﷺ كما هو في محمد ﷺ فقد خلص من حكم المقامات عليه فهو يحكم بها بحسب ما تعطيه الأحوال فإنه العليم الحكيم فالأسماء الإلهية كلها هي تظهر المقامات و بها يحكم الحاكم و لا حاكم إلا اللّٰه و ما يبدل القول لديه فالقول له الحكم فبالقول يحكم الحق فتنبه لمن هو المحكوم عليه و المحكوم به و المحكوم فيه و الحاكم تعرف من هو المخلص من المقامات و الذي لا مقام له و أما المقام المحمود و هو المقام المثنى عليه الذي أثنى عليه اللّٰه الذي يقيم الحق فيه سبحانه محمدا ﷺ فهو مقام شفاعة رسول اللّٰه ﷺ في الشافعين أن يشفعوا يوم القيامة من ملك و رسول و نبي و ولي و مؤمن و أن يخرج الحق من النار أو يدخل الجنة من لم يعمل خيرا قط حتى لا يبقى في النار إلا أهلها الذين هم أهلها فيبقيهم اللّٰه فيها على صفة و مزاج لو أخرجهم اللّٰه بذلك المزاج إلى الجنة لتعذبوا و أضر بهم دخولها كما تضر رياح الورد بالجعل فيجيبه اللّٰه لما سأل فيه و إذا زاد سبب ظهور أمر على واحد فهو شفاعة سواء كان شفعا أو وترا لا بد أن يكون زائدا على واحد و أما الأحوال فلا سبيل إلى التخلص منها و هي فينا موهوبة و هي للحق ذاتية
فالحكم للحال و الأحوال حاكمة *** و ليس في الكون إلا اللّٰه و البشر
و نحن في عبرة لو كنت تعقلها *** فكل شيء سوى الرحمن يعتبر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية