﴿جَمِيعاً مِنْهُ﴾ [الجاثية:13] و أباح لهم جميع ما في الأرض أن يتصرفوا فيه و أيد هؤلاء الخلفاء بالآيات البينات ليعلم المرسلون إليهم أن هؤلاء خلفاء اللّٰه عليهم و مكنهم من الحكم في رعيتهم بالأسماء الإلهية على وجه يسمى التعلق و شرع لهم في نفوسهم شرائع و حد لهم حدودا و رسم لهم مراسم يقفون عندها يختصون بها لا يجوز لأحد من رعاياهم أن يتخذوها لأنفسهم شرائع و لا يقتدون بهم فيها ثم نصب لهم شرائع يعملون بها هم و رعيتهم و كتب لهم كتبا بذلك نزلت بها السفراء عليهم ليسمعوها رعيتهم فيعلموا حدود ما أنزل اللّٰه الذي استخلف عليهم فيقفوا عندها و يعملوا بها سرا و جهرا فمنها ما كتبه بيده تعالى و هو التوراة و منها ما ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ [الشعراء:193] عليهم من الكتاب المكنون الذي نزل من اللّٰه من عرشه المنقول من الدفتر الأعظم و هو الإمام المبين فهو معه على عرشه و نقل منه في اللوح المحفوظ قدر ما يقع به التصريف في الدنيا إلى يوم القيامة يتضمن ما في العالم من حركة و سكون و اجتماع و افتراق و رزق و أجل و عمل ثم أنزل ذلك كله ﴿فِي كِتٰابٍ مَكْنُونٍ﴾ [الواقعة:78] إلى السماء الدنيا و جعله ﴿بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرٰامٍ بَرَرَةٍ﴾
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية