﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] منا و ليس كمثلنا شيء منه فهو لنفسه بنفسه و نحن لنا به لأنا لا نستقل بوجودنا كما استقل هو إلا أنه خلق العالم على صورته و لذلك قبل التسمي بأسمائه فانطلق على العالم ما انطلق على الحق من حيث ما أطلقه الحق على نفسه فعلمنا أنه في أسمائه الأصل لا نحن فما أخذ شيئا هو لنا و لا نستحقه بل كل ذلك له و من جملة ما خلق اللّٰه الخيال و ظهر لنا فيه بهذه الأسماء و الصفات ففصلنا و قسمنا و رفعنا و خططنا و لم يترك شيئا من صفات العالم عندنا إلا وصفنا بها خالقنا فكشف لنا فإذا ذلك كله صفاته لا صفاتنا فصفات العالم على الحقيقة هوية الحق و الاختلاف في التجليات الإلهية لحقائق الممكنات في عين الحق فإنه عين الصورة التي أدركناها إذ لا نشك فيما رأينا إنا رأينا الحق بالعلامة التي بيننا و بينه و هو من هويته بصرنا و سمعنا فما رأيناه إلا به لا ببصرنا و لا سمعنا كلامه إلا به لا بسمعنا فلا بد من عين هو مسمى العالم و لا بد من عين هو مسمى الحق ليس كمثل واحد شيء من الآخر فهذا بعض ما يحوي عليه التواضع الكبريائي ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الثامن و الثمانون و ثلاثمائة في معرفة منازلة مجهولة
و ذلك إذا ارتقى من غير تعيين قصد ما يقصده من الحق و كل شيء عند الحق معين فقد قصده من الحق ما لا يناسب قصده من عدم التعيين»
نكون على النقيض إذا اجتمعنا *** و إن بنا تكون على السواء
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية