﴿وَ لَهُ الْكِبْرِيٰاءُ﴾ [الجاثية:37] الذي خلقه ﴿فِي﴾ [البقرة:2] نفس ﴿اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ﴾ [البقرة:33] حتى يكبروا إلههم به و كذلك وقع فكبروه في نفوسهم فقالوا إنه ذو الجلال أي صاحب الجلال الذي نجده في نفوسنا له و الإكرام بنا فإن نظرت بعين الحقيقة ففتح اللّٰه منك عين الفهم علمت من سميت و من وصفت و من نعت و لمن هي هذه النعوت و بمن قامت و إلى أي عين نسبت و أما قوله فيما وصف به نفسه مما هو عند النظار صفة للخلق حقيقة و أخذوه في اللّٰه تجوزا من جوع و ظمأ و مرض و غضب و رضي و سخط و تعجب و فرح و تبشبش إلى قدم و يد و عين و ذراع و أمثال ذلك مما وردت به الأخبار عن اللّٰه على السنة الرسل و ما ورد من ذلك في الكلام المنسوب إلى اللّٰه المعبر عنه بصحيفة و قرآن و فرقان و توراة و إنجيل و زبور فالأمر عند المحققين أن هذه كلها صفات حق لا صفات خلق و أن الخلق اتصف بها مزاحمة للحق كما اتصف العالم أيضا بجميع الأسماء الإلهية الحسنى و أجمع النظار عليها و الكل أسماؤه من غير تخصيص هذا مذهب المحققين فيه فإنه صادق و لهذا نحن في ذلك على التوقيف فلا نصفه إلا بما وصف به نفسه و لا نسميه إلا بما سمي به نفسه لا نخترع له اسما و لا نحدث له حكما و لا نقيم به صفة فإنه قد قدمنا لك أنه لا يماثلنا و لا نماثله ف
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية