الحديث ثم إن اللّٰه في ثاني حال من العبد حبب إليه أمرا ما أكثر من غيره و بقي الكلام فيمن حببه إليه هل حببه إليه طبع أو طمع أو حذر أو حببه إليه اللّٰه فإن «النبي ﷺ قال حبب إلي» و لم يقل من حببه كما قال اللّٰه في حق المؤمنين ﴿وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمٰانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيٰانَ﴾ [الحجرات:7] و النبي ﷺ ما عدل إلى قوله حبب و لم يذكر من حببه إلا لمعنى لا يمكن إظهاره لضعف النفوس القابلة فالعارفون بالمواطن يعلمون من حيث ما ذكره اللّٰه و النساء و الطيب و جعل قرة العين في الصلاة لأنه مصل على شهود من وقف يناجيه بين يديه من حضرة التمثيل و موطنه لأن فيه خطابا و ردا و قبولا و لا يكون ذلك إلا في شهود التمثيل فإنه في موطن يجمع بين الشهود و الكلام و لما كانت المناسبات تقتضي ميل المناسب إلى المناسب كان الذي حبب عين المناسب و المناسبة قد تكون ذاتية و عرضية و لما كان النساء محل التكوين و كان الإنسان بالصورة يقتضي أن يكون فعالا و لا بد له من محل يفعل و فيه و يريد لكماله أن لا يصدر عنه إلا الكمال كما كان في الأصل الذي ﴿أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ﴾ [ طه:50]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية