﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] فلهم في كل حضرة دخول و استشراف و هم العارفون بالصفات التي يقع بها الامتياز لكل موجود عن غيره من الموجودات العقلية و الحسية و أما رجال المطلع فهم الذين لهم التصرف في الأسماء الإلهية فيستنزلون بها منها ما شاء اللّٰه و هذا ليس لغيرهم و يستنزلون بها كل ما هو تحت تصريف الرجال الثلاثة رجال الحد و الباطن و الظاهر و هم أعظم الرجال و هم الملامية هذا في قوتهم و ما يظهر عليهم من ذلك شيء منهم أبو السعود و غيره فهم و العامة في ظهور العجز و ظاهر العوائد سواء و كان لأبي السعود في هؤلاء الرجال تميز بل كان من أكبرهم و سمعه أبو البدر على ما حدثنا مشافهة يقول إن من رجال اللّٰه من يتكلم على الخاطر و ما هو مع الخاطر أي لا علم له بصاحبه و لا يقصد التعريف به و لما وصف لنا عمر البزاز و أبو البدر و غيرهما حال هذا الشيخ رأيناه يجري مع أحوال هذا الصنف العالي من رجال اللّٰه قال لي أبو البدر كان كثيرا ما ينشد بيتا لم نسمع منه غيره و هو
و أثبت في مستنقع الموت رجله *** و قال لها من دون أخمصك الحشر
و كان يقول ما هو إلا الصلوات الخمس و انتظار الموت و تحت هذا الكلام علم كبير و كان يقول الرجل مع اللّٰه تعالى كساعي الطير فم مشغول و قدم تسعى و هذا كله أكبر حالات الرجال مع اللّٰه إذ الكبير من الرجال من يعامل كل موطن بما يستحقه و موطن هذه الدنيا لا يمكن أن يعامله المحقق إلا بما ذكره هذا الشيخ فإذا ظهر في هذه الدار من رجل خلاف هذه المعاملة علم إن ثم نفسا و لا بد إلا أن يكون مأمورا بما ظهر منه و هم الرسل و الأنبياء عليهم السلام و قد يكون بعض الورثة لهم أمر في وقت بذلك و هو مكر خفي فإنه انفصال عن مقام العبودية التي خلق الإنسان لها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية