[خطبة الكتاب]
[تأملات في الحقيقة الوجودية]
الحمد لله الذي أوجد الأشياء عن عدم و عدمه و أوقف وجودها على توجه كلمة لنحقق بذلك سر حدوثها و قدمها من قدمه و نقف عند هذا التحقيق على ما أعلمنا به من صدق قدمه فظهر سبحانه و ظهر و أظهر و ما بطن و لكنه بطن و أبطن و أثبت له الاسم الأول وجود عين العبد و قد كان ثبت و أثبت له الاسم الآخر تقدير الفناء و الفقد و قد كان قبل ذلك ثبت فلو لا العصر و المعاصر و الجاهل و الخابر ما عرف أحد معنى اسمه الأول و الآخر و لا الباطن و الظاهر و إن كانت أسماؤه الحسنى على هذا الطريق الأسنى و لكن بينها تباين في المنازل يتبين ذلك عند ما تتخذ وسائل لحلول النوازل فليس عبد الحليم هو عبد الكريم و ليس عبد الغفور هو عبد الشكور فكل عبد له اسم هو ربه و هو جسم ذلك الاسم قلبه فهو العليم سبحانه الذي علم و علم و الحاكم الذي حكم و حكم و القاهر الذي قهر و أقهر و القادر الذي قدر و كسب و لم يقدر الباقي الذي لم تقم به صفة البقاء و المقدس عند المشاهدة عن المواجهة و التلقاء بل العبد في ذلك الموطن الأنزه لا حق بالتنزيه لا أنه سبحانه و تعالى في ذلك المقام الأنزه يلحقه التشبيه فتزول من العبد في تلك الحضرة الجهات و ينعدم عند قيام النظرة به منه الالتفات أحمده حمد من علم أنه سبحانه علا في صفاته و علي و جل في ذاته و جلى و أن حجاب العزة دون سبحانه مسدل و باب الوقوف على معرفة ذاته مقفل إن خاطب عبده فهو المسمع السميع و إن فعل ما أمر بفعله فهو المطاع المطيع و لما حيرتني هذه الحقيقة أنشدت على حكم الطريقة للخليفة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية