ثم اعلم أن الشريعة أتت بلسان ما تواطأت عليه الأمة التي شرع اللّٰه لها ما شرع فمنه ما كان عن طلب من الأمة و منه ما شرعه ابتداء من الأحكام و لهذا «كان يقول صلى اللّٰه عليه و سلم اتركوني ما تركتكم» فإن كثيرا من الشريعة نزل بسؤال من الأمة لو لم يسألوه ما نزل و أسباب الأحكام دنيا و آخرة معلومة عند العلماء بأسباب النزول و الحكم يقال شرعت الرمح قبله أي قصدته به مستقبلا و الشريعة من جملة الحقائق فهي حقيقة لكن تسمى شريعة و هي حق كلها و الحاكم بها حاكم بحق مثاب عند اللّٰه لأنه حكم بما كلف إن يحكم به و إن كان المحكوم له على باطل و المحكوم عليه على حق فهل هو عند اللّٰه كما هو في الحكم أو كما هو في نفس الأمر فمنا من يرى أنه عند اللّٰه كما هو في الحكم و منا من يرى أنه عند اللّٰه كما هو في نفس الأمر و في هذه المسألة نظر يحتاج إلى سبر أدلة فإن العقوبة قد أوقعها اللّٰه في رمى المحصنات و إن صدقوا إذ ﴿لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدٰاءَ﴾ [النور:4] و قال في قضية خاصة في ذلك كان الرامي كاذبا فيها فقال ﴿لَوْلاٰ جٰاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدٰاءَ﴾ [النور:13]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية