و قد يكون حذارا من تأملها *** أو للذي يقتضيه الطبع و الملل
إذا نظرت الذي يحويه من عبر *** أساسا لها قامت الأغراض و الملل
لو لا الستور التي تخفى ضنائنها *** لم يدر ما كان لي أ فيها و لا أمل
و اللّٰه ما ترسل الأستار و الكلل *** إلا لأمر عظيم خطبه جلل
[الستر غطاء الكون و الوقوف مع العادات و نتائج الأعمال]
الستر غطاء الكون و الوقوف مع العادات و نتائج الأعمال و قد أعلمناك أن الأسباب حجب إلهية لا يصح رفعها إلا بها فعين رفعها سد لها و حقيقة محوها إثباتها و الستر رحمة عامة إلهية في حق العامة لما قدر عليهم من المخالفة لأوامره فلا بد لهم من إيقاعها و مع الكشف و التجلي فلا تقع أبدا فلا بد من الستر و لهذا أهل التجلي العلمي رفع عنهم الحجر فلم يبق في حقهم تحجير بل أبيح لهم ما شاءوه في تصرفهم فإنه «ورد في صحيح الخبر أن اللّٰه يقول لمن أذنب فعلم أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك» فأباح لمن هذه صفته ما حجره على غيره و من المحال أن يأمره بإتيان ما حجر عليه الإتيان به ف ﴿إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَأْمُرُ بِالْفَحْشٰاءِ﴾ [الأعراف:28] فأسدل الستور دون أهل الحجر هذا حكمه في العامة و أما في الخاصة فقول القائل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية