اعلم أنه من علم إن الاتساع الإلهي لا يقتضي أن يكون شيء في الوجود مكررا علم إن التلوين هو الصحيح في الكون فإنه دليل على السعة الإلهية فمن لم يقف من نفسه و لا من غيره على اختلاف آثار الحق فيه في كل نفس فلا معرفة له بالله و ما هو من أهل هذا المقام و هو من أهل الجهل بالله و بنفسه و بالعالم فليبك على نفسه فقد خسر حياته و ما أورثهم هذا الجهل إلا التشابه فإن الفارق قد يخفى بحيث لا يشعر به فلا أقل أن يعلم أن ثم ما لا يشعر به فيكون عالما بأنه متلون في نفسه و لا يعرف فيما تلون و لا ما ورد عليه قال تعالى ﴿وَ أُتُوا بِهِ مُتَشٰابِهاً﴾ [البقرة:25] أي يشبه بعضه بعضا فيتخيل إن الثاني عين الأول و ليس كذلك بل هو مثله و الفارق بين المثلين في أشياء يعسر إدراكه بالمشاهدة إلا من شاهد الحق أو تحقق بمشاهدة الحرباء فلا دليل من الحيوانات على نعت الحق ب ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن:29]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية