﴿آمَنّٰا﴾ [البقرة:8] حكاية ﴿وَ إِذٰا خَلَوْا إِلىٰ شَيٰاطِينِهِمْ قٰالُوا﴾ [البقرة:14] إلى هنا قول اللّٰه ﴿إِنّٰا مَعَكُمْ إِنَّمٰا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ﴾ [البقرة:14] حكاية فإذا ذكرت فاعلم بلسان من تذكر و إذا تلوت فاعلم بلسان من تتلو و ما تتلو و عمن تترجم
(التوحيد العشرون)
من نفس الرحمن هو قوله ﴿وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنٰادىٰ فِي الظُّلُمٰاتِ أَنْ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّٰالِمِينَ﴾ [الأنبياء:87] هذا توحيد الغم و هو توحيد المخاطب و هو توحيد التنفيس كما نفس الرحمن عن محمد ﷺ بالأنصار «فقال إن نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن» فكانت الأنصار التي تكونت من ذلك النفس الرحماني و هي كلمات الحق كما نفس اللّٰه عن يونس بالخروج من بطن الحوت فعامل قومه بما عاملهم به من كونه كشف عنهم العذاب بعد ما رأوه نازلا بهم فآمنوا أرضاه اللّٰه في أمته فنفعها إيمانها و لم يفعل ذلك مع أمة قبلها إذ كان غضبه لله و من أجله و ظنه بربه أنه لا يضيق عليه و كذلك فعل ففرج اللّٰه عنه بعد الضيق ليعلم قدر ما أنعم اللّٰه به عليه ذوقا كما قيل
أحلى من الأمن عند الخائف الوجل
فدل على أن يونس كان محبوبا لله حيث خص قومه من أجله بما لم يخص به أمة قبلها و عرفنا بذلك فقال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية