مستيقظ غير نوام و لا كسل *** مراقب قلبه لدى تقلبه
إن الحي من أسماء الإله و قد *** جاء التخلق بالأسماء فأحظ به
[الترك من كل موجود بقاء على الأصل و العمل فرع وجودى زائد]
«ورد في الخبر أن الحي اسم من أسماء اللّٰه تعالى» و قال تعالى ﴿إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مٰا بَعُوضَةً فَمٰا فَوْقَهٰا﴾ [البقرة:26] يعني في الصغر و هو من صفات الايمان و من صفات المؤمن و من أسمائه تعالى المؤمن فالحيي نعت للمؤمن «فإن الحياء من الايمان و الحياء خير كله و الحياء لا يأتي إلا بخير و هذه كلها أخبار صحيحة» و حقيقتها أعني هذه الصفة الترك لأن الترك من كل موجود بقاء على الأصل و العمل فرع وجودي زائد على الأصل فلهذا قيل فيه خير كله فالحياء نعت سلبي فالعبد إذا ترك ما لله لله و ما يقول الكون إنه للعبد من الأمور الوجودية يتركه أيضا لله على حقيقة ما يترك ما هو لله بالإجماع من كل نفس لله فقد استحيا من اللّٰه حق الحياء
[النعوت كلها بحكم الأصالة و هي للعبد بحكم خلقه على الصورة]
و من ترك ما لله لله خاصة فقد استحيا من اللّٰه و لكن لا حق الحياء و ذلك أن النعوت التي نعت الحق بها نفسه من المسمى إخبار التشبيه و آيات التشبيه على ما يزعم علماء الرسوم و أنه تنزل إلهي رحمة بالعباد و لطفا إلهيا و هو عندنا نعت حقيقي لا ينبغي إلا له تعالى و أنه في العبد مستعار كسائر ما يتخلق به من أسمائه فإنه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية