و قوله ﴿قُرْآناً﴾ [يوسف:2] بالتنكير دليل على أحد أمرين إما على آيات منه مخصوصة كما ضرط الجبار عند ما سمع ﴿صٰاعِقَةً مِثْلَ صٰاعِقَةِ عٰادٍ وَ ثَمُودَ﴾ [فصلت:13] و إما أن يكون ثم أمر آخر ينطلق عليه اسم قرآن غير هذا لغة و لو حرف امتناع لامتناع فهل هو داخل تحت الإمكان فيوجد أو ما هو ثم إلا بحكم الفرض و التقدير فأما عندنا فكل كلام إلهي من كلمة مركبة من حرفين إلى ما فوق ذلك من تركيبات الحروف و الكلمات المنسوبة إلى اللّٰه بحكم الكلام فإنه قرآن لغة و له أثر في النزول في المحل المنزل عليه إذا كان في استعداده التأثر بنزوله فإن لم يكن فلا يشترط و الاستعداد من المحل أن يكون حاله العبودة و العبودية و أثره في حال العبودية أتم منه في حال العبودة فإن سمع المحل أو نزل عليه في حال كون الحق سمعه حصل له النزول و لم يظهر له أثر عليه لأنه حق في تلك الحالة فينتفي عنه الخشوع و هذا أصل يطرد في كل وصف لا يكون له في الألوهة مدخل كالذلة و الافتقار و الخشوع و الخوف و الخشية فإنه يتأثر صاحب هذا الحال و كل كون يكون حالة نعت إلهي كالكرم و الجود و الرحمة و الكبرياء فإنه لا يؤثر في صاحبه أصلا فإنه نعت حق فله العزة و المنع هذا مطرد و قد نزل علينا من القرآن ذوقا عرفنا من ذلك صورة نزوله على نبيه ﷺ فوجدنا له ما لم نجد لحفظ حروفه و لا لتدبر معانيه و نزل علينا في الحالين فأثر في الحال الواحد الكوني و لم يؤثر في الحال الإلهي إلا لذة خاصة فإنه لا بد منها و أما خشوعا فلا و لهذا ينسب إلى الجناب الإلهي الأقدس ما ينسب من الفرح و هو التذاذ
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية