[من أعظم فتن الإنسان خلقه على الصورة]
و من أعظم الفتن التي فتن اللّٰه بها الإنسان تعريفه إياه بأن خلقه على صورته ليرى هل يقف مع عبوديته و إمكانه أو يزهو من أجل مكانة صورته إذ ليس له من الصورة إلا حكم الأسماء فيتحكم في العالم تحكم المستخلف القائم بصورة الحق على الكمال و كذلك من تأييد هذه الفتنة «قول النبي ﷺ يحكيه عن ربه إن العبد إذا تقرب إلى اللّٰه بالنوافل أحبه فإذا أحبه كان سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و ذكر اليد و الرجل» الحديث و إذا علم العبد أنه بهذه المثابة يسمع بالحق و يبصر بالحق و يبطش بالحق و يسعى بالحق لا بنفسه و بقي مع هذا النعت الإلهي عبدا محضا فقيرا و يكون شهوده من الحق و هو بهذه المثابة كون الحق ينزل إلى عباده بالفرح بتوبتهم و التبشيش لمن يأتي إلى بيته و التعجب من الشاب الذي قمع هواه و اتصافه بالجوع نيابة عن جوع عبده و بالظمإ نيابة عن ظمأ عبده و بالمرض نيابة عن مرض عبده مع علمه بما تقتضيه عزة ربوبيته و كبريائه في ألوهيته فما أثر هذا النزول في جبروته الأعظم و لا في كبريائه الأنزه الأقدم كذلك العبد إذا أقامه الحق نائبا فيما ينبغي للرب تعالى يقول العبد و من كمال الصورة التي قال إنه خلقني عليها أن لا يغيب عني مقام إمكاني و منزلة عبوديتي و صفة فقري و حاجتي كما كان الحق في حال نزوله إلى صفتنا حاضرا في كبريائه و عظمته فيكون الحق مع العبد إذا وفى بهذه الصفة يثنى عليه بأنه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية