[مقولة أبي يزيد الأكبر في الزهد]
قال أبو يزيد الأكبر ليس الزهد عندي بمقام إني كنت زاهدا ثلاثة أيام أول يوم زهدت في الدنيا و اليوم الثاني زهدت في الآخرة و اليوم الثالث زهدت في كل ما سوى اللّٰه فناداني الحق ما ذا تريد فقلت أريد أن لا أريد لأني أنا المراد و أنت المريد و قد انتقد عليه هذا القول بعض أهل الطريق و جهل مقام أبي يزيد في ذلك و قد تكلمنا على قصده بهذا القول و بينا فساد هذا القول أعني قول المعترض عليه في غير هذا الموضع
[متى ينبغي للعبد أن يزهد و متى ينبغي له أن لا يزهد]
و هو من المقامات المستصحبة للعبد ما لم ينكشف له فإذا كشف الغطاء عن عين قلبه لم يزهد و لا ينبغي له أن يزهد فإن العبد لا يزهد فيما خلق له و لا يكون زاهدا إلا من يزهد فيما خلق من أجله و هذا لا يصح كونه فالزهد من القائل به جهل في عين الحقيقة لأنه ما ليس لي لا اتصف بالزهد فيه و ما هو لي لا يمكنني الانفكاك عنه فأين الزهد فلنقل صاحب هذا الحكم هذا هو الزهد الذي يستحق هذا الاسم و لنا في هذا المقام الزهدي نظم
العيب منك و أنت لا تدري *** فالزهد مثل صلاتي الوتر
و سراج نفسك نوره متعلق *** بجميع ما في الكون من أمر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية