الفقر و العجز في دنيا و آخرة *** فغاية القرب قرب فيه إبعاد
هذي طريقة أقوام لهم همم *** فازوا بها و بها على الورى سادوا
[الدنيا دار امتزاج و نطفة أمشاج و الآخرة دار تمييز]
قال اللّٰه تعالى ﴿وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لاٰ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللّٰهَ شَدِيدُ الْعِقٰابِ﴾ و أي عقوبة أشد من عقوبة تعم المستحق بها و غير المستحق و الظالم و غير الظالم و البريء و الفاعل و هي هذه الحدود الدنيوية لأنها دار امتزاج و نطفة أمشاج فتعم عقوبتها لعدم التمييز و حدود الآخرة ليست كذلك فإنها دار تمييز فلا تصيب العقوبة إلا أهلها فلو كانت نشأة الآخرة من نطفة أمشاج كما ذهب إليه ابن قسي لعمت العقوبة أهلها و غير أهلها و من هنا إن نظرت تعرف نشأة الآخرة أنها على غير مثال سبق كما أن نشأة الدنيا على غير مثال سبق و هو قوله ﴿وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولىٰ فَلَوْ لاٰ تَذَكَّرُونَ﴾ أنها كانت على غير مثال و لهذا أتى بكلمة التحضيض
[الفتنة العامة و العقوبة الشاملة و الحدود المتداخلة]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية