ليقول كرمك فهذا من باب تعليم الخصم الحجة خصمه ليحاجه بذلك إذا كان محبوبا و جاء بلفظة الإنسان بالألف و اللام و الإغرار ليعم جميع الناس فهذا مما يدلك على إن إرادة الحق بهم السعادة في المال و لو نالهم ما نالهم مما يناقضها
[توبة اللّٰه مقرونة ب«على» و توبة الخلق ب«إلى»]
غير أن توبة اللّٰه مقرونة بعلي لأن من أسمائه الاسم العلي و توبة الخلق مقرونة بإلى لأنه المطلوب بالتوبة فهو غايتها و اجتمع الحق و الخلق في من من التوبة فهم رجعوا إليه من أنفسهم و العارفون رجعوا إليه منه و العلماء بالله رجعوا إليه من رجوعهم إليه و أما العامة فإنها رجعت من المخالفات إلى الموافقة و الحق عزَّ وجلَّ رجع إليهم من كناية إن يخذلكم ليرجعوا إليه بحسب ما تقتضيه مقاماتهم التي فصلناها آنفا فرجوع الحق عليهم ليرجعوا إليه مثل قوله يحبهم و يحبونه فرجوعه عليهم رجوع عناية محبة أزلية ليتوبوا فإذا تابوا أحبهم حب من رجع إليه فهو حب جزاء قال تعالى ﴿إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ التَّوّٰابِينَ﴾ [البقرة:222] فهذا الحب منه ما هو الأول و للعبد حب آخر زائد على قوله ﴿وَ يُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة:54]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية