هكذا فليكن التنزيه و نفي المماثلة و التشبيه و ما ضل من ضل من المشبهة إلا بالتأويل و حمل ما وردت به الآيات و الأخبار على ما يسبق منها إلى الأفهام من غير نظر فيما يجب اللّٰه تعالى من التنزيه فقادهم ذلك إلى الجهل المحض و الكفر الصراح و لو طلبوا السلامة و تركوا الأخبار و الآيات على ما جاءت من غير عدول منهم فيها إلى شيء البتة و يكلون علم ذلك إلى اللّٰه تعالى و لرسوله و يقولون لا ندري و كان يكفيهم قول اللّٰه تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] فمتى جاءهم حديث فيه تشبيه فقد أشبه اللّٰه شيئا و هو قد نفى الشبه عن نفسه سبحانه فما بقي إلا أن ذلك الخبر له وجه من وجوه التنزيه يعرفه اللّٰه تعالى و جيء به لفهم العربي الذي نزل القرآن بلسانه و ما تجد لفظة في خبر و لا آية جملة واحدة تكون نصا في التشبيه أبدا و إنما تجدها عند العرب تحتمل وجوها منها ما يؤدي إلى التشبيه و منها ما يؤدي إلى التنزيه فحمل المتأول ذلك اللفظ على الوجه الذي يؤدي إلى التشبيه جور منه على ذلك اللفظ إذ لم يوف حقه بما يعطيه وضعه في اللسان و تعد على اللّٰه تعالى حيث حمل عليه سبحانه ما لا يليق بالله تعالى و نحن نورد إن شاء اللّٰه تعالى بعض أحاديث وردت في التشبيه و إنها ليست بنص فيه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية