فمن نظر إلى ذاته بعين ربه و لم يميز فقد انحرف عما ينبغي له فهو العبد الموصوف بالجهل في عين الحق و حكمه في هذا الوصف و الحال حكم من لم يتصف بالوجود لأن الجهل عدم فمن قال في رؤيته ما رأى اللّٰه إلا اللّٰه فهو العبد الكامل و هكذا في كل نسبة و هذه أسنى درجات المعارف و تليها المعرفة الثانية التي يقول فيها صاحبها كنت مغمض العينين ففتحتهما فما وقعت على شيء إلا كان هو اللّٰه فما رأيت إلا اللّٰه و الأعيان على أصولها لا أثر لها في رؤيتى إياها و المعرفة الثالثة هي التي يقول فيها صاحبها ما رأيت شيئا و المعرفة الرابعة أن يقول ما رأيت شيئا إلا رأيت اللّٰه قبله و هذه رؤية تحديد و كذلك فيما نزل عن هذه المعرفة من فيه و بعده و عنده و غير ذلك و هي هذه المعارف التي تعطي التحديد من النسبة النزولية التي توهم التشبيه و المعارف الأول التي ذكرناها من مقام كون العبد بين النسبتين لا غير و أما المعارف التي تحصل من نسبة التنزيه فلا تنقال و لا تأخذها عبارة و لا تصح فيها الإشارة
[أمهات المعارف الإلهية]
فانحصر لك الأمر في ثلاث معارف أمهات معرفة نسبة التنزيه و معرفة نسبة التحديد و التشبيه و معرفة أعطاها مقامك بين هاتين النسبتين و هو عينك لا وجود عينك لكون وجود عينك هو وجود الحق فلا ينسب إليك فمن لا علم له بهذه الأمهات فهو المنحرف
[أركان بيت النوع الإنسانى]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية