﴿إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبٰارَكَةٍ﴾ [الدخان:3] ثم قال ﴿فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان:4] فبدأ بالجمع الذي هو كل شيء قال تعالى ﴿وَ كَتَبْنٰا لَهُ فِي الْأَلْوٰاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:145] في الألواح مقام الفرق من كل شيء إشارة إلى الجمع موعظة و تفصيلا رد إلى الفرق لكل شيء رد إلى الجمع فكل موجود كان عموما لا يخلو أن يكون إما في عين الجمع أو في عين الفرق لا غير و لا سبيل أن يعري عن هاتين الحقيقتين موجود و لا يجمعها أبدا فالحق و الإنسان في عين الجمع و العالم في عين التفرقة لا يجتمع كما لا يفترق الحق أبدا كما لا يفترق الإنسان فالله سبحانه لم يزل في أزله بذاته و صفاته و أسمائه لم يتجدد عليه حال و لا ثبت له وصف من خلق العالم لم يكن قبل ذلك عليه بل هو الآن على ما كان عليه قبل وجود الكون كما «وصفه صلى اللّٰه عليه و سلم حين قال كان اللّٰه و لا شيء معه و زيد في قوله و هو الآن على ما عليه كان»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية