فجاء في عدم الإدراك بالاسم اللطيف إذ كانت اللطافة مما ينبو الحس عن إدراكها فتعقل و لا تشهد فتسمى في وصفه الذي تنزه أن يدرك فيه باللطيف الخبير أي تلطف عن إدراك المحدثات و مع هذا فإنه يعلم و يعقل أن ثم أمرا يستند إليه فأتى بالاسم الخبير على وزن فعيل و فعيل يرد بمعنى المفعول كقتيل بمعنى مقتول و جريح بمعنى مجروح و هو المراد هنا و الأوجه و قد يرد بمعنى الفاعل كعليم بمعنى عالم و قد يكون أيضا هو المراد هنا و لكنه يبعد فإن دلالة مساق الآية لا تعطي ذلك فإن مساقها في إدراك الأبصار لا في إدراك البصائر فإن اللّٰه قد ندبنا إلى التوصل بالعلم به فقال ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ﴾ [محمد:19] و لا يعلم حتى ننظر في الأدلة فيؤدينا النظر فيها إلى العلم به على قدر ما تعطينا القوة في ذلك فلهذا رجحنا خبير هنا بمعنى المفعول أي أن اللّٰه يعلم و يعقل و ﴿لاٰ تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ﴾ [الأنعام:103]
[الاستقراء لا يفيد العلم]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية