و علم اللّٰه بها معك لا يمنعها من الخفاء لأن الخفاء إنما هو عن الأكوان لا عن اللّٰه ف ﴿إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَخْفىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فِي السَّمٰاءِ﴾ [آل عمران:5] فالشيء لا يخفى عنه عينه و هذا هو العجب إن الإنسان لا يعرف نفسه كيف لا يعرف العارف نفسه و قد عرف أنها لا تعرف
[العالم الذي يخشى هو الليل]
و من ذلك العالم الذي يخشى هو الليل ﴿إِذٰا يَغْشىٰ﴾ [الليل:1]
صفة الخشية نعت العلما *** و هم عند الإله الحكماء
و الذي يجهل ما جئت به *** في الذي قد قلته في العلما
لم يزل امعة لا يهتدي *** مع هذا مع هذا في عمى
قال الغشيان نكاح و هو ستر فهو سر ﴿فَلَمّٰا تَغَشّٰاهٰا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً﴾ [الأعراف:189] غطاها بذاته و سترته بنفسها فكان لها لباسا و كانت له لباسا ﴿هُنَّ لِبٰاسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِبٰاسٌ لَهُنَّ﴾ [البقرة:187] فالعالم من انسحب علمه على كل شيء فغشاه فلم يخرج عن علمه شيء من الأمهات فلبسه كل شيء فهو ثوب كل شيء متى يكون ذلك إذا كان قلبه بيت الحق فإذا لبسه الحق بكونه في قلبه و لبسه العبد بكونه جميع قواه و الحق هو الجامع و علمه ليس غير الحق فقد علم كل شيء و إذا علمه فقد غشيه و إذا غشيه فقد لبسه و إذا لبسه انفعل عنه ما ينفعل و يصير ذلك المنفعل أهلا له أيضا يغشاه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية