أصحاب النار ﴿مِنْ عَطٰاءِ رَبِّكَ﴾ [الإسراء:20] فعم الجميع مع اختلاف الذوق ﴿وَ مٰا كٰانَ عَطٰاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً﴾ [الإسراء:20] أي ممنوعا فعم العطاء الكل فعلمنا إن عطاءه عين الرحمة التي سبقت فوسعت كل شيء من مكروه و غيره و غضب و غيره فما في العالم عين قائمة و لا حال إلا و رحمة اللّٰه تشمله و تحيط به و هي محل له و لا ظهور له إلا فيها فبالرحمن استوى على عرشه و ما انقسمت الكلمة إلا من دون العرش من الكرسي فما تحته فإنه موضع القدمين و ليس سوى انقسام الكلمة فظهر الأمر و الخلق و النهي و الأمر و الطاعة و المعصية و الجنة و النار كل ذلك عن أصل واحد و هي الرحمة التي هي صفة الرحمن
فما استوى علينا إلا برحمته *** و ما لنا نعيم إلا بنعمته
ميداننا عريض في حصر قبضته *** نجول فيه حتى نحظى بحظوته
و لما كانت اليد لها العطاء و لها القبض فباليد قبض علينا فنحن في قبضته و اليد محل العطاء و الجود فنحن في محل العطاء لأنا في قبضته
فلو لا الحصر ما وجد النعيم *** و لا كان الجنان و لا الجحيم
و في الدارين إنعام لرحمي *** بأهلهما يقوم بهم مقيم
و قول اللّٰه أصدق كل قيل *** يعرف أنه البر الرحيم
فالتكوين دائم فالعطاء دائم فهي حضرة لا يحصرها عدد و لا أمد يقطعها تجري إلى غير أجل من حيث ذاتها و إن كان فيها آجال معينة فما تخرج منها فآجالها فيها ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الشافي حضرة الشفاء»
إن الشفاء إزالة الآلام *** تعنو له الأرواح و الأجسام
هذا هو الحق الذي قلنا به *** دلت عليه السادة الأعلام
و الشرع يعضده لذا جئنا به *** و كذلك الألباب و الأحلام
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية