و هو ذوق فهذه زيادة الحرث في الآخرة فينال في الآخرة جميع أغراضه كلها و زيادة ما لم يبلغه غرضه سألت بعض الشيوخ من أهل العلم ما الزيادة في قوله تعالى ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ﴾ [يونس:26] فقال لي الزيادة ما لم يخطر بالبال فعلمت ما أراد فلم أزده و حرث الدنيا ليس كذلك فإنه منزل لا يمكن في وضع مزاجه أن ينال أحد فيه جميع أغراضه يقول اللّٰه تعالى ﴿إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ [القصص:56] و لقد حرص بعمه أبي طالب أن يؤمن فلم يفعل و نفذت فيه سابقة علم اللّٰه و حكمه فهذا يقتضيه حال هذه الدار كما إن الآخرة يقتضي حالها نيل جميع الأغراض من غير توقف و أعني بالآخرة الجنة و من دخلها لا أريد يوم الحشر لأن اللّٰه يقول في الأشقياء ﴿فَمٰا تَنْفَعُهُمْ شَفٰاعَةُ الشّٰافِعِينَ﴾ [المدثر:48] و إن القيامة أحكامها مقصورة عليها علمنا ذلك كشفا و إيمانا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية