فالضمير من هو يعود على السبق الذي يدل عليه اسم الفاعل
[السبب الموجب للوجل]
اعلم أن السبب الموجب لوجلهم قول اللّٰه عنهم ﴿اَلَّذِينَ يُؤْتُونَ﴾ [المؤمنون:60] و جعل هنا ما بمعنى الذي ثم جاء باتوا بعد ما و كلامه صدق فأدركهم الوجل إذ قطعوا أنهم لا بد أن يقوم بهم الدعوى فيما جاءوا به من طاعة اللّٰه فيكشف اللّٰه لهم إذا خافوا و وجلوا من ذلك و تبديل اللّٰه لفظة ما التي بمعنى الذي بلفظة ما النافية مثل قوله تعالى ﴿وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ﴾ [الأنفال:17] هكذا يكون كشفه هنا للوجل ما يؤتون الذي أتوا به و لكن اللّٰه أتى به فأقامهم مقام نفسه فيما جاءوا به من الأعمال الصالحة ثم نظروا في ذكرهم للتعليل و هو قوله تعالى ﴿أَنَّهُمْ إِلىٰ رَبِّهِمْ رٰاجِعُونَ﴾ [المؤمنون:60] فيما أتوا به مع كون اللّٰه وصفهم بأنهم الذي أتوا به فانظر ما أدق نظرهم في السبب الذي جعل في قلوبهم الوجل ثم تمموا الذكر كما علمهم اللّٰه ﴿أُولٰئِكَ﴾ [البقرة:5] إشارة إلى هؤلاء الذين ﴿يُسٰارِعُونَ فِي الْخَيْرٰاتِ﴾ [آل عمران:114] و الإسراع لمن أتى هرولة فافهم فهم يسارعون في الخيرات بالحق
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية