﴿مَنْ يَشٰاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ﴾ [ابراهيم:4] ﴿إِنْ هِيَ إِلاّٰ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهٰا مَنْ تَشٰاءُ وَ تَهْدِي مَنْ تَشٰاءُ أَنْتَ وَلِيُّنٰا فَاغْفِرْ لَنٰا وَ ارْحَمْنٰا وَ أَنْتَ خَيْرُ الْغٰافِرِينَ﴾ [الأعراف:155] فنفس الأنبياء نفس واحد فمن عباد اللّٰه من سترهم اللّٰه عن الذنوب فلم تدركهم و لم ترهم و من عباد اللّٰه من يسترهم اللّٰه عن المؤاخذة عن الذنب و كل له مقام معلوم
فلو إن داود في حكمه *** بحكم الهوى ضل عن نفسه
و لكنه سيد منجب *** قد اختاره اللّٰه من قدسه
له الضوء من ذاته ظاهر *** تبرز فيه على جنسه
فما خر عن زلة قد أتى *** بها بل رجوعا إلى أسه
فداود في ذاته وده *** و في وده الداء من شمسه
فأشبه يعقوب في حزنه *** و أشبه يوسف في حبسه
و اعلم أنه لو لا الابتلاء لقال من شاء ما شاء فأصل الابتلاء و سببه الدعوى و من الابتلاء ما يكون في غاية الخفاء مثل قوله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية