و لها حق على حاملها *** ليس يدري ذاك إلا ذو عيان
فيؤديها كما قال لنا *** في الكتاب الحق من قال فكان
ذا كم اللّٰه تعالى جده *** في يراع و لسان و جنان
[الخيانات ثلاث]
«قال رسول اللّٰه ﷺ موصيا لا تسألوا الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير سؤال أعنت عليها و إن أعطيتها عن سؤال لم تعن عليها» فالخيانة ثلاث أعني الذين يخانون خيانة اللّٰه و خيانة الرسول و خيانة الأمانات و ما أيه اللّٰه في هذه الخيانات إلا بالمؤمنين فإن كنت مؤمنا فأنت المخاطب فأما خيانة اللّٰه في أمانته و خيانة الرسول و خيانة الأمانات فإنا أذكرها إن شاء اللّٰه تعالى لما قال اللّٰه تعالى ﴿إِنّٰا عَرَضْنَا الْأَمٰانَةَ عَلَى السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبٰالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهٰا﴾ [الأحزاب:72] لأنها كانت عرضا لا أمرا ﴿وَ أَشْفَقْنَ مِنْهٰا وَ حَمَلَهَا الْإِنْسٰانُ إِنَّهُ كٰانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾ [الأحزاب:72] يريد ظلوما لنفسه جهولا بقدر ما حمل قال لنا تعالى لما حملناها ﴿إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمٰانٰاتِ إِلىٰ أَهْلِهٰا﴾ [النساء:58] و ما حملها أحد من خلق اللّٰه إلا الإنسان فلا يخلو ما أن يحملها عرضا أو جبرا فإن حملها عرضا فقد خاطر بنفسه و إن حملها جبرا فإنه مؤد لها على كل حال و لا بد
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية