قال اللّٰه تعالى ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ﴾ [النساء:80] لأنه لا ينطق إلا عن اللّٰه بل لا ينطق إلا بالله بل لا ينطق إلا لله منه فإنه صورته و ما ورد و من يعص الرسول فقد عصى اللّٰه كما أنزله في الطاعة لأن طاعة المخلوق لله ذاتية و عصيانه بالواسطة فلو أنزل هنا الرسول كما أنزله في الطاعة لم يكن إلها و هو إله فلا يعصى الا بحجاب و ليس الحجاب سوى عين الرسول و نحن اليوم أبعد في المعصية للرسول من أصحابه إلى من دونهم إلينا فنحن ما عصينا إلا أولي أمرنا في وقتنا و هم العلماء منا بما أمر اللّٰه به و نهى عنه فنحن أقل مؤاخذة و أعظم أجرا لأن للواحد منا أجر خمسين ممن يعمل بعمل الصحابة «يقول ﷺ للواحد منهم أجر خمسين يعملون مثل عملكم» فاجعل بالك لكونه لم يقل منكم ثم قال تعالى ﴿أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء:59] فذكر اللّٰه تعالى و ذكر الرسول و ذكرنا أعني أولي الأمر منا و هم الذين قدمهم اللّٰه علينا و جعل زمامنا بأيديهم و لم يكن رسول اللّٰه ﷺ يقدم في السرايا و غيرها إلا من هو أعلمهم و ما كان أعلمهم إلا من كان أكثرهم قرآنا فكان يقدمه على الجيش و يجعله أميرا و ما خص الاسم اللّٰه من غيره من الأسماء في قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية