﴿فَإِنَّهٰا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ لَكُمْ فِيهٰا﴾ يعني الشعائر ﴿مَنٰافِعُ إِلىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهٰا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج:33] و هو بيت الايمان عند أهل الإشارات و ليس إلا قلب المؤمن الذي وسع عظمة اللّٰه و جلاله شعائر اللّٰه أعلامه و أعلامه الدلائل عليه الموصلة إليه و يا عجبا كيف يصل إليه و هو عنده كما قال أبو يزيد و قد سمع قارئا يقرأ يوم ﴿نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْداً﴾ [مريم:85] فصاح و بكى حتى طار الدم من عينيه و ضرب المنبر و قال كيف يحشر إليه من هو جليسه فصدق اللّٰه في الكمال فإن المتقي ما يتقي الرحمن و صدق أبو يزيد فإنه ما كان مشهوده في الحال إلا الرحمن و الولي لا يتعدى ذوقه و لا ينطق بغير حاله و يرد كل شيء يسمع إلى الحال الذي يغلب عليه و كان حال أبي يزيد في ذلك الوقت هو الذي نطق به فالمرء مخبوء تحت لسانه فإن اللسان ترجمان أحوال الناطق
[البدن من شعائر اللّٰه]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية