﴿يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ إِلَى اللّٰهِ﴾ [فاطر:15] و لم يذكر قط افتقار مخلوق لغير اللّٰه و لا قضى أن يعبد غير اللّٰه فلا بد أن يكون هو عين كل شيء أي عين كل ما يفتقر إليه و عين ما يعبد كما أنه عين العابد من كل عابد بقوله أيضا كنت سمعه حين خاطبه بالتكليف و التعريف فما سمع كلامه إلا بسمعه و كذلك جميع قواه التي لا يكون عابد اللّٰه إلا بها فلم يظهر في العابد و المعبود إلا هويته فحكمته و سببه و علته لم تكن إلا هو و معلوله و مسببه لم يكن إلا هو فإياه عبد و عبد «قال ﷺ في خطبته لما أثنى على ربه فإنما نحن به و له» فخاطب و سمع و هذا أمر لا يندفع فإنه عين الأمر غير إن الفضل بين الناس هو بما شاهده بعضهم و حرمه بعضهم فيعلم العالم من غيره ما لا يعلمه الغير من نفسه مما هو عليه في نفسه فظهر التفاضل و مع هذا الظهور لا يخرج المخلوق عن أن يكون الحق هويته بدليل تفاضل الأسماء الإلهية و هي الصفات و ليست غيره
فلا يعلم الخلق إلا به *** و لا يعلم الحق إلا بها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية