﴿لاٰ تَعْلَمُونَهُمُ اللّٰهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ [الأنفال:60] فالعلم هنا بمعنى المعرفة لا غير فالعارف لا يرى إلا حقا و خلقا و العالم يرى حقا و خلقا في خلق فيرى ثلاثة لأن اللّٰه وتر يحب الوتر فهو مع اللّٰه على ما يحبه اللّٰه مع الكثرة كما «ورد أن لله تسعة و تسعين اسما مائة إلا واحد» فإن اللّٰه وتر يحب الوتر فما تسمى إلا بالواحد الكثير لا بالواحد الأحد و إنما قلنا في العارف إنه رباني فإن اللّٰه لما ذكر من وصفه بأنه عرف قال عنه إنه يقول في دعائه ربنا لم يقل غير ذلك من الأسماء و «قال رسول اللّٰه ﷺ فيه مثل ذلك من عرف نفسه عرف ربه» و ما قال علم و لا قال إلهه فلزمنا الأدب مع اللّٰه تعالى و مع رسوله ﷺ فأنزلنا كل أحد منزلته من الأسماء و الصفات و من أراد تحقيق الفرق بين المعرفة و العلم فعليه بمطالعة ما ذكرناه في مواقع النجوم لنا فإني شفيت في ذلك الغليل ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الثاني و الأربعون و أربعمائة في معرفة منازلة
«من رآني و عرف أنه رآني فما رآني»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية