فهو المحب المحبوب»
من أحب الفناء أحب لقائي *** من أحب البقا أحب الرجوعا
ليس يبقى مع الشهود وجود *** فترى الكون في الشهود صريعا
كل حب يكون فيه اشتياق *** أودع الحق فيه معنى بديعا
فإذا اللّٰه قال إني محب *** فتراني أصغى إليه سميعا
و يقول الفؤاد في السر مني *** إن يكن ما يقول كان مطيعا
إن لله في الوجود علوما *** ليس تعطي لمن يكون مذيعا
[أن للحق حكمين]
اعلم أيدنا اللّٰه و إياك أن للحق حكمين الحكم الواحد ما له من حيث هويته و ليس إلا رفع المناسبة بينه و بين عباده و الحكم الآخر هو الذي به صحت الربوبية الموجبة للمناسبة بينه و بين خلقه و بها أثر في العالم الوجود و بها تأثر مما يحدث في العالم من الأحوال فيتصف الحق عند ذلك بالرضا و السخط و غير ذلك و للعالم حكمان حكم به صحت المناسبة بينه و بين الحق و بها كان العالم خلقا لله و منسوبا إليه إنه وجد عنه فارتبط به ارتباط منفعل عن فاعل و لهذا الحكم لم يزل العالم مرجحا في حال عدمه بالعدم و في حال وجوده بالوجود فما اتصف بالعدم إلا من حيث مرجحه و لا بالوجود إلا من حيث مرجحه و الحكم الآخر هو من حيث هويته و حقيقته لا نعت له من ذاته كما قلنا في الحق في حكم رفع المناسبة ليصح قوله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] في جناب الحق من حيث هويته و من جناب العالم من حيث هويته و المناسبات أحدثت النعوت من حيث النسب لا من حيث إنها أعيان وجودية
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية