﴿اَلْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ﴾ [الحديد:3] و إنها نعوت لمن ﴿لِلّٰهِ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ﴾ [الأعراف:180] فتحقق ما ذكرناه في هذا الباب فإنه نافع جدا يحوي على أمر عظيم لا يقدر قدره إلا اللّٰه فمن عرف هذا الباب عرف نفسه هل هو الصورة أو هو عين واهب الصورة أو هو عين العين الثابتة الممكنة التي لها العدم من ذاتها و من عرف نفسه عرف ربه ضرورة فما يعرف الحق إلا الحق فلا تقدم و لا تأخر لأن الممكن في حال عدمه ليس بمتأخر عن الأزل المنسوب إلى وجود الحق لأن الأزل كما هو واجب لوجود الحق هو واجب لعدم الممكن و ثبوته و تعيينه عند الحق و لو لا ما هو متعين عند الحق مميز عن ممكن آخر لما خصصه بالخطاب في قول ﴿كُنْ﴾ [البقرة:12] و من عرف هذا الباب عرف من يقول كن و لمن يقال كن و من يتكون عن قول كن و من يقبل حكم الكاف و النون
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية