فاعلم أن سر الحياة الإلهية سرى في الموجودات فحييت بحياة الحق فمنها ما ظهرت حياتها لأبصارنا و منها ما أخذ اللّٰه بأبصارنا عنها في الدنيا إلا الأنبياء و بعض أولياء اللّٰه فإنه كشف لهم عن حياة كل شيء و المحجوبون يدركونها بالإيمان إذ كانوا مؤمنين و أما من ليس بمؤمن فلا يدرك ذلك لا بالكشف و لا بالإيمان نسأل اللّٰه العصمة من الكفر و لسريان هذه الحياة في أعيان الموجودات نطقت كلها مسبحة بالثناء على موجدها إلا أنه صحبت الدعوى في هذه الحياة لكل حي ابتدئ فيتخيلون أن حياتهم لهم ﴿حَتّٰى إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ﴾ [ سبإ:23] فرأوا الأمر على خلاف ما اعتقدوه و هو رؤيتهم أن الحياة التي كانوا بها أحياء هي حياة الحق لا بل هي الحق عينه كما «ورد في الصحيح كنت سمعه و بصره» و غير ذلك فمن جملة ذلك أنه حياته فعند ما أبصروا ذلك ﴿قٰالُوا مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ﴾ [ سبإ:23]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية