﴿مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللّٰهُ﴾ [آل عمران:54] و فيه علم ما هو مربوط بأجل لا يظهر حتى يبلغ الكتاب فيه أجله و فيه علم قيمة المثل و فيه علم تنزيه الأنبياء مما نسب إليهم المفسرون من الطامات مما لم يجيء في كتاب اللّٰه و هم يزعمون أنهم قد فسروا كلام اللّٰه فيما أخبر به عنهم نسأل اللّٰه العصمة في القول و العمل فلقد جاءوا في ذلك بالكبر الكبائر كمسألة إبراهيم الخليل عليه السّلام و ما نسبوا إليه من الشك و ما نظروا «في قول رسول اللّٰه ﷺ نحن أولى بالشك من إبراهيم» فإن إبراهيم عليه السّلام ما شك في إحياء الموتى و لكن لما علم إن لإحياء الموتى وجودها متعددة مختلفة لم يدر بأي وجه منها يكون يحيي اللّٰه به الموتى و هو مجبول على طلب العلم فعين اللّٰه له وجها من تلك الوجوه حتى سكن إليه قلبه فعلم كيف يحيي اللّٰه الموتى و كذلك قصة يوسف و لوط و موسى و داود و محمد عليه السّلام الإلهي و كذلك ما نسبوه في قصة سليمان إلى الملكين و كل ذلك نقل عن اليهود و استحلوا أعراض الأنبياء و الملائكة بما ذكرته اليهود الذين جرحهم اللّٰه و ملئوا كتبهم في تفسير القرآن العزيز بذلك و ما في ذلك نص في كتاب و لا سنة فالله يعصمنا و إياكم من غلطات الأفكار و الأقوال و الأفعال أمين بعزته و قوته و فيه علم من قام الدليل على عصمته فله إن يثني على نفسه بما أعلمه اللّٰه أنه عليه من الصفات المحمودة فإنها من أعظم النعم الإلهية على عبده و اللّٰه يقول ﴿وَ أَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى:11]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية