فأول الركب الثلاثة إلى ما فوق ذلك
[ما للأفراد من الحضرات و الأسماء و المواد]
و لهم من الحضرات الإلهية الحضرة الفردانية و فيها يتميزون و من الأسماء الإلهية الفرد و المواد الواردة على قلوبهم من المقام الذي ترد منه على الأملاك المهيمة و لهذا يجهل مقامهم و ما يأتون به مثل ما أنكر موسى عليه السلام على خضر مع شهادة اللّٰه فيه لموسى عليه السلام و تعريفه بمنزلته و تزكية اللّٰه إياه و أخذه العهد عليه إذ أراد صحبته و لما علم الخضر أن موسى عليه السلام ليس له ذوق في المقام الذي هو الخضر عليه كما إن الخضر ليس له ذوق فيما هو موسى عليه من العلم الذي علمه اللّٰه إلا أن مقام الخضر لا يعطي الاعتراض على أحد من خلق اللّٰه لمشاهدة خاصة هو عليها و مقام موسى و الرسل يعطي الاعتراض من حيث هم رسل لا غير في كل ما يرونه خارجا عما أرسلوا به و دليل ما ذهبنا إليه في هذا قول الخضر لموسى عليه السلام ﴿وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلىٰ مٰا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً﴾ [الكهف:68] فلو كان الخضر نبيا لما قال له ﴿مٰا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً﴾ [الكهف:68]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية