[1-محبة الرب تسبق محبة العبد]
اعلم أيها الولي الحميم تولاك اللّٰه بعنايته إن اللّٰه تعالى يقول في كتابه العزيز ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة:54] فقدم محبته إياهم على محبتهم إياه و قال ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّٰاعِ إِذٰا دَعٰانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي﴾ [البقرة:186] فقدم إجابته لنا إذا دعوناه على إجابتنا له إذا دعانا و جعل الاستجابة من العبيد لأنها أبلغ من الإجابة فإنه لا مانع له من الإجابة سبحانه فلا فائدة للتأكيد و للإنسان موانع من الإجابة لما دعاه اللّٰه إليه و هي الهوى و النفس و الشيطان و الدنيا فلذلك أمر بالاستجابة فإن الاستفعال أشد في المبالغة من الأفعال و أين الاستخراج من الإخراج و لهذا يطلب الكون من اللّٰه العون في أفعاله و يستحيل على اللّٰه أن يستعين بمخلوق قال تعالى تعليما لنا أن نقول ﴿وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5] من هذا الباب فلهذا قال في هذا الباب صل فقد نويت وصالك فقد قدم الإرادة منه لذلك فقال صل فإذا تعملت في الوصلة فذلك عين وصلته بك فلذلك جعلها نية لا عملا
[2-القرب الإلهي الخاص و العام]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية