﴿كَمَثَلِ الْحِمٰارِ يَحْمِلُ أَسْفٰاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيٰاتِ اللّٰهِ﴾ [الجمعة:5] و هي هذه الزيادة و أصلها و العجب من الذين نسبوا ذلك إلى أفكارهم و ما علم إن فكره و نظره و بحثه في مسألة من المسائل هو من زيادة العلوم في نفسه من ذلك التجلي الذي ذكرناه فالناظر مشغول بمتعلق نظره و بغاية مطلبه فيحجب عن علم الحال فهو في مزيد علم و هو لا يشعر و إذا وقع التجلي أيضا بالاسم الظاهر لباطن النفس وقع الإدراك بالبصيرة في عالم الحقائق و المعاني المجردة عن المواد و هي المعبر عنها بالنصوص إذ النص ما لا إشكال فيه و لا احتمال بوجه من الوجوه و ليس ذلك إلا في المعاني فيكون صاحب المعاني مستريحا من تعب الفكر فتقع الزيادة له عند التجلي في العلوم الإلهية و علوم الأسرار و علوم الباطن و ما يتعلق بالآخرة و هذا مخصوص بأهل طريقنا فهذا سبب الزيادة
[العلم:نقصانه]
و أما سبب نقصها فامران إما سوء في المزاج في أصل النشء أو فساد عارض في القوة الموصلة إلى ذلك و هذا لا ينجبر كما قال الخضر في الغلام إنه طبع كافرا فهذا في أصل النشء و أما الأمر العارض فقد يزول إن كان في القوة بالطب و إن كان في النفس فشغله حب الرئاسة و اتباع الشهوات عن اقتناء العلوم التي فيها شرفه و سعادته فهذا أيضا قد يزول بداعي الحق من قلبه فيرجع إلى الفكر الصحيح فيعلم إن الدنيا منزل من منازل المسافر و أنها جسر يعبر و أن الإنسان إذا لم تتحل نفسه هنا بالعلوم و مكارم الأخلاق و صفات الملإ الأعلى من الطهارة و التنزه عن الشهوات الطبيعية الصارفة عن النظر الصحيح و اقتناء العلوم الإلهية فيأخذ في الشروع في ذلك فهذا أيضا سبب نقص العلوم و لا أعني بالعلوم التي يكون النقص منها عيبا في الإنسان إلا العلوم الإلهية و إلا فالحقيقة تعطي أنه ما ثم نقص قط و أن الإنسان في زيادة علم أبدا دائما من جهة ما تعطيه حواسه و تقلبات أحواله في نفسه و خواطره فهو في مزيد علوم لكن لا منفعة فيها و الظن و الشك و النظر و الجهل و الغفلة و النسيان كل هذا و أمثاله لا يكون معها العلم بما أنت فيه بحكم الظن أو الشك أو النظر أو الجهل أو الغفلة أو النسيان و
[علوم التجلي:نقصها و زيادتها]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية