و لا ريب في قولي الذي قد بثثته *** و ما هو بالزور المموه و الخرص
[العلم:مراتبه و أطواره]
اعلم أيدك اللّٰه أن كل حيوان و كل موصوف بإدراك فإنه في كل نفس في علم جديد من حيث ذلك الإدراك لكن الشخص المدرك قد لا يكون ممن يجعل باله أن ذلك علم فهذا هو في نفس الأمر علم فاتصاف العلوم بالنقص في حق العالم هو أن الإدراك قد حيل بينه و بين أشياء كثيرة مما كان يدركها لو لم يقم به هذا المانع كمن طرأ عليه العمي أو الصمم أو غير ذلك و لما كانت العلوم تعلو و تتضع بحسب المعلوم لذلك تعلقت الهمم بالعلوم الشريفة العالية التي إذا اتصف بها الإنسان زكت نفسه و عظمت مرتبته فأعلاها مرتبة العلم بالله و أعلى الطرق إلى العلم بالله علم التجليات و دونها علم النظر و ليس دون النظر علم إلهي و إنما هي عقائد في عموم الخلق لا علوم و هذه العلوم هي التي أمر اللّٰه نبيه عليه السّلام بطلب الزيادة منها قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية