لما استقر عليها من يكون بها *** فأعجب له مثلا ناهيك من مثل
[منافذ الشيطان الأربعة من جهات الإنسان الأربعة]
اعلم أيدك اللّٰه أنا قد ذكرنا في الباب الذي قبل هذا منازل الأبدال و مقاماتهم و من تولاهم من الأرواح العلوية و ترتيب أفلاكها و ما للنيرات فيهم من الآثار و ما لهم من الأقاليم فلنذكر في هذا الباب ما بقي مما ترجمت عليه المنازل السفلية هنا عبارة عن الجهات الأربع التي يأتي منها الشيطان إلى الإنسان و سميناها سفلية لأن الشيطان من عالم السفل فلا يأتي إلى الإنسان إلا من المنازل التي تناسبه و هي اليمين و الشمال و الخلف و الأمام قال تعالى ﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ﴾ [الأعراف:17] ﴿خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمٰانِهِمْ وَ عَنْ شَمٰائِلِهِمْ﴾ و يستعين على الإنسان بالطبع فإنه المساعد له فيما يدعوه إليه من اتباع الشهوات فأمر الإنسان أن يقاتله من هذه الجهات و أن يحصن هذه الجهات بما أمره الشرع أن يحصنها به حتى لا يجد الشيطان إلى الدخول إليه منها سبيلا فإن جاءك من بين يديك و طردته لاحت لك من العلوم علوم النور منة من اللّٰه عليك و جزاء حيث آثرت جناب اللّٰه على هواك و علوم النور على قسمين علوم كشف و علوم برهان بصحيح فكر فيحصل له من طريق البرهان ما يرد به الشبه المضلة القادحة في وجود الحق و توحيده و أسمائه و أفعاله فبالبرهان يرد على المعطلة و يدل على إثبات وجود الإله و به يرد على أهل الشرك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية