و اعلم أن النداء على مراتب لكل مرتبة أداة معينة فالأدوات الهمزة و يا و أيا و هيأ و أي مسكنة الياء فأقربها الهمزة في الرتبة و أبعدها هيأ و النداء قد يصحبه التنبيه و قد لا يصحبه التنبيه فإذا كان النداء بأي فهو نكرة فلا بد من التنبيه لأن النداء إنما يطلب التعريف و هو بنفس المنادي فلا بد أن يصحب هاء التنبيه لأي في النداء لأن التنبيه تعريف ثم يردف التنبيه باسم المنادي ليعرف المنادي أنه منادى دون غيره فإن كان اسمه ناقصا كالذين فلا بد له من صلة و هو الذي يصفه به ليتم به المقصود و لا بد من رابط بين هذه الصلة و الموصول ليعلم أنه المراد بذلك النداء و إن لم يردف باسم ناقص لم يحتج إلى ما ذكرناه فيقال ﴿يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ﴾ [البقرة:21] و أمثال هذا و أما إذا لم يقترن بالنداء أي فإن النداء يتصل باسم المنادي و قد يكون منادى منكورا مطولا مثل قوله تعالى ﴿يٰا حَسْرَةً عَلَى الْعِبٰادِ﴾ [يس:30]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية