و لم يقل و أنتم معه لأنه مجهول المصاحبة فيعلم سبحانه كيف يصحبنا و لا نعرف كيف نصحبه فالمعية له ثابتة فينا منفية عنا فيه فلم يقل و لا أربعة إلا هو خامسهم و لا اثنين إلا هو ثالثهما لأن الغيرة لا تتعلق بالشفعية في الأكوان لأن الشفع لها حقيقة و إنما تتعلق بالوترية إذا نسبت إلى الأكوان و هي لا تستحقها فنوترها بالحق ليكون الظهور له تعالى في الأشياء و هذا من أقوى الدلائل على وصفه تعالى بالغيرة لأنها مشتقة من رؤية الغير لأنه يستدعي المشاركة و اللّٰه بريء من مشاركة الغير فهو بريء أن يكون غير الأحد أو يكون أحد غير إله «قال صلى اللّٰه عليه و سلم لا أحد أو كما قال أغير من اللّٰه» فوصفه بالغيرة و حكمها في هذا المقام قوي فهذا قد ذكرنا نبذا مما يعطيه هذا المنزل على ضيق الوقت ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية