نور البوادة فجآت الغيوب على *** قلب تقلب في ظلمائه زمنا
و واردات هجوم الكشف تورثها *** حالا فتلحقه بحالة الزمنا
لو أنها وردت لروح نشأتنا *** ما دبرت روحنا نفسا و لا بدنا
[أن البوادة و الهجوم إنما هي واردات القلب]
اعلم أيدنا اللّٰه و إياك بروح منه أن البوادة و الهجوم و الصحو و السكر و الذوق و الشرب و أمثالها إنما هي واردات الغيب ترد على القلوب فتؤثر فيها أحوالا مختلفة فيمن قامت به و يسمون ذلك الحال بالوارد و ليس للعبد تعمل في تحصيل هذه الواردات مع أنها ما ترد إلا على قلب مستعد لقبولها فإذا ورد الوارد على القلب فجأة من غير تصنع فيعطيه ذلك الوارد حسرة فوت الوقت فإنه منبه لمن غفل عن حكم وقته فيه فلم يتأدب مع وارد وقته أراد الحق أن ينبهه عناية منه به فبعث إليه هذا الوارد رسولا من اللّٰه يكشف له عن فوت وقته و إنه ممن أساء الأدب مع اللّٰه فيندمه على ما كان منه من فوت الوقت فيجبر له هذا الندم فضيلة ما فاته من وقته حتى يكون كأنه ما فاته شيء و هذا غلط عظيم فيتزين وقته بزينة ندمه كما كان يتزين بزينة أدبه معه لو حضر معه و لم يفته فهذه فائدة الهجوم يجبر الوقت الذي فإنه و لنا في ذلك
بادر لجبر الذي قد فات من عمرك *** و لتتخذ زادك الرحمن في سفرك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية