﴿لَوْ لاٰ أَنْ مَنَّ اللّٰهُ عَلَيْنٰا﴾ فتعين علينا أن نبين للخلق ما بينه الحق لنا هكذا أخذ العهد علينا فيما يجوز لنا الإبانة عنه و الإفصاح به و أما ما أخذ اللّٰه علينا العهد على كتمانه فنشاهده من الخلق و لا نخبرهم بما هو فهم بحكم ما يتخيلون و نحن بحكم ما نعلم و لو عرفناهم بذلك ما قبلوا لأن استعدادهم لا يعطي القبول كما قال ﴿وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنفال:23] فما حجبناه عنهم إلا رحمة بهم فإن اللّٰه سبحانه لم يترك منفعة لعباده إلا و قد أبانها لهم و اختلف استعدادهم في القبول و ما أبان اللّٰه عن نفسه بما أبان مما وصف به نفسه مما تنزهه عنه العقول بأدلتها إلا ليعلم أنه ما ثم شيء من الموجودات و لا عين خارج عنه بل كل صفة تظهر في العالم لها عين في جناب الحق و الكل مرتبط به و كيف لا يرتبط به و هو ربه و موجدة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية