﴿قٰالُوا بَلىٰ﴾ [الأنعام:30] حين ﴿أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ﴾ [الأعراف:172] في قبضة الذرية من ظهر آدم لا و اللّٰه بل عناية إشهاده إياهم ذلك عند أخذه إياهم عنهم من ظهورهم و لما رجعوا إلى الأخذ عن قواهم المفكرة في معرفة اللّٰه لم يجتمعوا قط على حكم واحد في معرفة اللّٰه و ذهب كل طائفة إلى مذهب و كثرت القالة في الجناب الإلهي الأحمى و اجترءوا غاية الجراءة على اللّٰه و هذا كله من الابتلاء الذي ذكرناه من خلقه الفكر في الإنسان و أهل اللّٰه افتقروا إليه فيما كلفهم من الايمان به في معرفته و علموا إن المراد منهم رجوعهم إليه في ذلك و في كل حال فمنهم القائل سبحان من لم يجعل سبيلا إلى معرفته إلا العجز عن معرفته و منهم من قال العجز عن درك الإدراك إدراك و «قال صلى اللّٰه عليه و سلم لا أحصي ثناء عليك» و قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية